احتفل الصندوق السعودي للتنمية، مساء الأحد، بمرور خمسة عقود على تأسيسه، في حفلٍ كبير أقيم بالرياض تحت شعار “50 عامًا من التأثير العالمي”. وحضر الاحتفال نخبة من المسؤولين الحكوميين وكبار الشخصيات من داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الدولية والإقليمية. وفقًا لوكالة الأنباء السعودية “واس”.
أكد رئيس مجلس إدارة الصندوق، أحمد بن عقيل الخطيب، خلال كلمته الافتتاحية، على المسيرة الحافلة بالإنجازات التي حققها الصندوق على مدار خمسة عقود، والتي جاءت بدعم ورعاية من القيادة الرشيدة.
كما أشار الخطيب إلى أن الصندوق السعودي تمكن من تمويل أكثر من 800 مشروع وبرنامج تنموي في أكثر من 100 دولة نامية. بقيمة إجمالية تجاوزت 20 مليار دولار؛ ما ساهم في تحسين حياة الملايين حول العالم.
فهرس المحتوي
تأثير إنساني واقتصادي من الصندوق السعودي للتنمية
لم تقتصر إنجازات الصندوق على الجانب الاقتصادي فحسب. بل امتدت لتشمل الجانب الإنساني. حيث ساهم في تمويل العديد من المشاريع الصحية والتعليمية. وذلك ما أدى إلى تحسين مستوى المعيشة في العديد من الدول النامية.
وأشار “الخطيب” إلى أن الصندوق تمكن من إنشاء مئات المنشآت الصحية في مختلف الدول. ما ساهم في توفير الرعاية الصحية لسكان تلك الدول. كما شدد رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي على أهمية الشراكات في تحقيق أهدافه.
وأشار إلى التعاون المثمر مع العديد من المؤسسات الدولية والإقليمية. مؤكدًا استمرار الصندوق في بناء شراكات جديدة لتعزيز التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم.
مشاريع الصندوق
أكدت البيانات المقدمة أن المشاريع الصحية التي يمولها الصندوق قد لعبت دورًا محوريًا في تحسين حياة الملايين حول العالم. فقد أسهم الصندوق السعودي بشكل مباشر في توسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية الشاملة. حيث تمكن من تمويل 77 مشروعًا أسفرت عن إنشاء 325 منشأة صحية حديثة في 45 دولة.
كما أن ذلك لخدمة أكثر من 25 ألف مريض؛ حيث إن هذه المنشآت لم تقدم فقط الخدمات الصحية الأساسية. بل قدمت أيضًا رعاية طبية متقدمة لم تكن متاحة من قبل في العديد من المناطق.
نماذج ملهمة
برزت العديد من النماذج الناجحة التي تؤكد الأثر الإيجابي لهذه المشاريع. ومن أبرزها مستشفى الملك فيصل في رواندا الذي حقق إنجازًا طبيًا كبيرًا بإجراء أول عملية زراعة كلى في البلاد. حيث إن هذا الإنجاز فتح آفاقًا جديدة لعلاج أمراض الكلى المزمنة.
كما تمكن الأطباء من إجراء 32 عملية زراعة كلى خلال عام واحد فقط. وكذلك ساهمت مستشفى الملك خالد الجامعي في بوروندي في رفع مستوى الكوادر الطبية. علاوة على تحسين الخدمات الصحية في المنطقة. وذلك مما يؤكد الأثر المتكامل لهذه المشاريع على صعيد الصحة والتعليم.
شراكات عالمية من أجل مستقبل أفضل
شدد رئيس مجلس إدارة الصندوق على أهمية التعاون والشراكات في تحقيق التنمية المستدامة. مشيرًا إلى أن الصندوق قد تمكن من تحقيق إنجازات كبيرة من خلال التعاون مع مجموعة متنوعة من الشركاء الممولين.
كما تم تمويل 27 مشروعًا وبرنامجًا تنمويًا في 23 دولة نامية خلال العام الماضي. وأكد على ضرورة بناء شراكات جديدة لضمان حصول جميع المجتمعات على فرص متساوية لتحقيق التنمية المستدامة.
ومن جانبه، أكد الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. ورئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي. على أهمية دور الصندوق في دعم التنمية في الدول النامية، مشيدًا بدور المؤسس الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله- في تأسيس الصندوق.
وفي سياق متصل، أشار “تركي” إلى حكمة الملك فيصل بن عبدالعزيز- طيب الله ثراه- حين سئل عن رؤيته للمملكة بعد خمسين عامًا. فأجاب بحكمة بالغة: “أرى المملكة مصدرًا للإشعاع الإنساني”. هذه الرؤية النبيلة تجسد الإرث الحضاري للمملكة وتؤكد التزامها بخدمة الإنسانية.
مشاريع الصندوق السعودي في قارات العالم
يواصل الصندوق السعودي للتنمية تأكيد دوره الريادي في دعم التنمية المستدامة في مختلف أنحاء العالم. فمن خلال مشاريعه المتنوعة، يساهم الصندوق بشكل فعال في تحسين حياة الملايين، وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
كما استعرض الحفل عددًا من المشاريع التي نفذها الصندوق في مختلف قارات العالم، والتي تركت أثرًا إيجابيًا على حياة ملايين الأشخاص. من بين هذه المشاريع:
أفريقيا: حصن التنمية المستدامة
قدم الصندوق تمويلًا تجاوز 11.5 مليار دولار لـ 433 مشروعًا تنمويًا؛ ما ترك بصمة واضحة على مختلف القطاعات. ومن أبرز هذه المشاريع سد ميتولونج في ليسوتو.
كما يوفر المياه النظيفة للآلاف ويولد الطاقة المتجددة. ما يعزز الأمن المائي والطاقة في المنطقة. كما ساهم الصندوق في بناء مستشفى الملك فيصل في رواندا، الذي حقق إنجازًا طبيًا كبيرًا بإجراء أول عملية زراعة كلى في البلاد.
آسيا: قارة الفرص والتنمية
في آسيا، بلغ إجمالي التمويل الذي قدمه الصندوق السعودي 7.8 مليارات دولار لـ 271 مشروعًا تنمويًا. ومن أبرز هذه المشاريع سد مهمند في باكستان، الذي يعد أحد أكبر مشاريع الطاقة الكهرومائية في العالم. كما يساهم هذا السد في تعزيز الأمن المائي والطاقة في باكستان، ويقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي
في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، موّل الصندوق السعودي 21 مشروعًا تنمويًا بقيمة إجمالية بلغت نحو 951 مليون دولار. ومن أبرز هذه المشاريع إعادة تأهيل وإكمال نظام المياه والصرف الصحي في هافانا، كوبا. وإعادة بناء مستشفى سانت جود في سانت لوسيا.
أوروبا الشرقية: إعادة البناء والتنمية
في أوروبا الشرقية، دعم الصندوق 14 مشروعًا تنمويًا بتمويل تراكمي بلغ نحو 303 ملايين دولار. وكان أكثر هذه المشاريع أهمية هو إعادة تأهيل البنية التحتية في البوسنة والهرسك، حيث ساهم الصندوق في إعادة بناء الطرق والجسور الحيوية.
مجهودات الصندوق السعودي للتنمية
وفي خطوة تعكس التزام المملكة بدعم التنمية المستدامة، وقّع الصندوق السعودي، بالتزامن مع الاحتفال، اتفاقية شراكة جديدة مع بنك التنمية الآسيوي.
كما تهدف هذه الاتفاقية إلى تمويل أول مشروع للصندوق في جزر سليمان. والذي يركز على تطوير بنية تحتية للطاقة المتجددة؛ ما يمثل نقلة نوعية في مسيرة التنمية المستدامة في المنطقة.
ختامًا، أكد المسؤولون في الصندوق على استمرارهم في العمل لتحقيق رؤيتهم في دعم التنمية المستدامة في الدول النامية، وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كقوة مؤثرة في مجال التعاون الدولي.
وبمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيسه، يؤكد الصندوق السعودي للتنمية مجددًا على التزامه بدعم التنمية المستدامة في الدول النامية، ويسلط الضوء على دوره المحوري في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
يشار إلى أن الصندوق السعودي للتنمية منذ تأسيسه في العام 1974، سجل تاريخًا حافلًا في جهود التنمية الدولية التي تبذلها المملكة، إذ قدّم الصندوق على مدى خمسة عقود.
كما أن التمويل لأكثر من 800 مشروع وبرنامج إنمائي لمختلف القطاعات الحيوية في أكثر من 100 دولة نامية حول العالم، بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار. وذلك للإسهام في النمو الاجتماعي والازدهار الاقتصادي لتلك البلدان النامية.
الرابط المختصر :
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة راواد الأعمال ولا يعبر عن وجهة نظر جريدة النهاردة وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من رواد الاعمال ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.